الشيزوفرينيا أو انفصام الشخصية أو الفصام، جميعها مسميات دارجة تصف إصابة شخص ما باضطراب عصبي وعقلي يمنعه من التفكير بطريقة سويّة، كما يؤثر على تصوراته حول الحياة، الأمر الذي سيؤثر بشكل طبيعي ومتوقع على قدرة المريض على التفاعل مع محيطه ويمنعه من ممارسة أنشطته الحياتية بطريقة طبيعية أو دون عوائق ومشاكل، وبطبيعة الحال يُظهر معظم المصابين بالشيزوفرينيا أو عائلاتهم حالة من الإنكار والرفض لهذا النوع من التشخيص، وذلك على الرغم من أن التشخيص لا يتم بسهولة ويحتاج لفترة طويلة من المراقبة حتى يتم تأكيده، علاوةً على ذلك، فإن معظم من يعانون من الشيزوفرينيا لا يدركون أنهم يعانون من خطب ما، ولذلك فإنهم لا يلجأوون لطلب المساعدة الطبية من تلقاء أنفسهم أو بشكل مبكر، وإنما يتم ذلك من خلال ملاحظة من يحيطون بهم لوجود مشكلة ما، وخاصة بعد حدوث مشكلة كبيرة.
وعند الوصول إلى الجهة الطبية المختصة يطلب الأطباء عادةً الوقت الكافي للنظر في الأعراض والعلامات الدالة على الإصابة، بالإضافة لوضع المريض تحت المراقبة لفترة تمتد من بضعة أيام وحتى 10 أيام أو قد تزيد؛ وذلك تبعاً لشدة الأعراض ومدى وضوحها، كما ان ذلك مهم لتحديد نوع الشيزوفرينيا الموجودة إذا ما كان التشخيص الأولي دالاً عليها، إلى جانب ذلك فإن هذا الوقت المطلوب للتشخيص مهم حتى يتمكن المختصين من تحديد درجة خطورة المريض على نفسه وعلى المحيطين به، والنظر في قدرته على العناية بنفسه، وتحديد ما إذا كان خضوعه للعلاج في المستشفى سيقدم لحالته الاستفادة المرجوّة والتحسّن المطلوب.
كيف يشخّص الأطباء نوع الشيزوفرينيا؟
كما ذكر آنفاً فإن للشيزوفرينيا عدة أنواع رئيسية، ومن خلال المراقبة الدقيقة والتشخيص الصحيح يمكن تحديد نوع الإصابة الموجودة، وحيث أن من أبرز أعراض الإصابة بالشيزوفرينيا تتمثل بفقدان المريض للمسار الواقعي، فإن الأطباء المتخصصون ينظرون في عدة أعراض أخرى من بينها امتلاك المصاب لمعتقدات خاطئة ثابتة، وسماعه لبعض الأصوات أو الهمس، أو رؤيته للظلال والخيالات، بالإضافة للشك المستمر وعدم امتلاك الثقة، ولا يتوقف الأمر عند حدود النظر في الأعراض بل يمتد لما هو أبعد من ذلك، أي بالنظر لما قد يكون مسبباً لهذه الأعراض غير الشيزوفرينيا، كتعاطي المخدرات أو الكحول؛ لتحرّي أقصى درجات الدقة في التشخيص.